Ras Jebel

"الجربي" براح المدينة ايقونة تقليدية للبلاد... الحاضر يعلم الغايب



من منا لا يعرف "الجربي" برَّاح  المدينة...تقريب آخر براح في تونس .
ومن بقايا المهن العثمانية...
" يلي لقاشي بهيم بلا بردعة يا ولاد الحلال ...عليه البشارة و ينال الثواب يرحم والديه" تبريحة من تبريحات الجربي الي انقرضت و واصبحت " دار 200 ميترو عل الكياس الكبير "حلان الباب ب 120 مليون...
فالبراح في المفهوم الحضاري هو الشخص الذي يتولى مهمة الإعلام، ذلك بإطلاق النداء بأعلى صوته في الأسواق والمواسم وأمام المساجد وساحات المدينة ودروبها، وفي مختلف القرى والقصور. وكان يعلن ما جدَّ من الأحداث العامة منها والمحلية، كما يعلن أحيانا عن حاجيات الأسر والأفراد. وكان لإعلان البراح اعتبار خاص: يسري بسرعة فيتناقله الناس ويبلغ الشاهد الغائب، ويوضع مقتضى كلامه موضع السمع والطاعة والتنفيذ.

ووظيفة البرَّاح تعتبر من المظاهر الحضارية العتيقة التي شاعت في مختلف العصور وكانت معروفة في حضارة الشرق وفي البلدان الأوروبية. البراح للنداء بالأحكام الشرعية كما نجد عند الشيخ خليل في قوله: ونادى بمنع معاملة يتيم وسيفه“.
وتأصلت وظيفة البراح في نفوسة فاعتبر “ البراح“ من وسائل الإعلام المعتمدة إلى أوائل القرن الرابع عشر (20م) حيث بدأت وسائل الإعلام الحديثة تنتشر وتحل تدريجيا محل البرَّاح سواء منها المقروءة والمسموعة والمرئية، وكانت المناشير والصحف والخطب والمجلات اسبق في الانتشار من الإذاعة والتلفزة.
غير ان هذا لم يمنع من الاحتفاظ بوظيفة البراح في بعض المرافق الاجتماعية حتى اليوم، سواء في المدن أوالقرى. ومازال البراح يمارس مهمته لكن في أضيق مجال.
Partager sur Google Plus

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire