لرمضان في رأس الجبل نكهة خاصة يعرفها الكبير و الصغير.
في رأس الجبل مازال للمسحراتي "بوطبيلة" دور رمزي في ايقاظ الصائمين للسحور ...ككل التونسيين ينتظر الغوالبية
اشارة مفتي الجمهورية آذنا بدخول شهر الصيام...وهنا تغير كلي في حركية المدينة , انتشار الباعة في كامل السوق بكل ما لذ و طاب من مأكل و مشرب , الخبز بأنواعه , الغلال و الخضر ما شاء الله و نجم السوق الجديد "الملسوقة الدياري" للبريك , تغير طابع بعض المحلات الي بيع الزلابية و المخارق ...كل يشتري على قدر حاله ...
أما الأهم الطابع الروحي الذي يشحن الأجواء وهو جوهر هذا الشهر المبارك ...تتزين الجوامع و المساجد لاستقبال رمضان
و تبدأ صلاة التراويح, و هنا تتفاجئ بالاقبال الكبير على بيوت الله ...لكل منها رونقه الخاص , أولها الجامع الكبير اسم جامع لعامة المصلين , الصلاة فيه تزيد من الخشوع ...لعل أرواح المصلين التي مرت من هناك على مدى 500 عام اضفت عليه نوعا من السكينة...لا يعرفها و لا يحسها الا من صلى في الصحن ...كل مسجد و جامع يعم فيه كلام رب العالمين في هذا الشهر الفضيل.
نرجع الى قبيل آذان المغرب اين يجتهد رجل البيت في جلب مستلزمات "شقان الفطر" و تجد النساء في المطبخ بمساعدة الأبناء
مسرعة بتحضير المأكولات على صوت ترتيل القرآن ل"علي البراق" رحمه الله على التلفزة الوطنية...
و للشارع أيضا حركية يأثثها الأطفال بأصوات "الباني باني" تلك المفرقعات تقليدية الصنع ب"سفيحة متع باب " و مسمار acier يتم ربط حافتيها بحبل و شحنها ب"الوقيد" ثم تعلو فرقعتها بعد آذان المغرب معلنة دخول وقت الافطار...
في ماض قريب قبل 21 سنة كنا ننتظر مسلسل الخطاب على الباب (رمضان 1996) فحتى الفرجة في التلفاز وقتها لا تخرج بك من الطابع العام للشهر, لا كغيرها من شواذ اليوم ..
للسهرة أبجدياتها حيث اللمة و زيارات العائلات هي مفاتيحها .
كل رمضان و احنا ملمومين و تحية لمن يقرؤون هذه السطور و بالأخص لمن هم خارج أرض الوطن.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire